في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡ مَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ} (86)

65

وفي نهاية الشوط وختام السورة يكلف الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أن يلقي إليهم بالقول الأخير :

قل : ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين . إن هو إلا ذكر للعالمين . ولتعلمن نبأه بعد حين . .

إنها الدعوة الخالصة للنجاة ، بعد كشف المصير وإعلان النذير . الدعوة الخالصة التي لا يطلب صاحبها أجراً وهو الداعية السليم الفطرة ، الذي ينطق بلسانه ، لا يتكلف ولا يتصنع ، ولا يأمر إلا بما يوحي منطق الفطرة القريب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡ مَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ} (86)

وقوله : ( قُلْ ما أسأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ) : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لمشركي قومك ، القائلين لك أأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ مِنْ بَيْنِنا : ما أسألكم على هذا الذكر وهو القرآن الذي أتيتكم به من عند الله أجرا ، يعني ثوابا وجزاء وما أنا مِنَ المُتَكَلّفِينَ يقول : وما أنا ممن يتكلف تخرّصَه وافتراءه ، فتقولون : إنْ هَذَا إِلاّ إفْكٌ افَتَراهُ و إنْ هَذَا إلاّ اخْتِلاَقٌ كما :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : قُلْ ما أسألُكُمْ عَلَيهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أنا مِنَ المُتَكَلّفِينَ قال : لا أسألكم على القرآن أجرا تعطوني شيئا ، وما أنا من المتكلفين أتخرّص وأتكلف ما لم يأمرني الله به .