في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٞ} (8)

( إنه على رجعه لقادر . يوم تبلى السرائر . فما له من قوة ولا ناصر ) . .

إنه - الله الذي أنشأه ورعاه - إنه لقادر على رجعه إلى الحياة بعد الموت ، وإلى التجدد بعد البلى ، تشهد النشأة الأولى بقدرته ، كما تشهد بتقديره وتدبيره .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٞ} (8)

{ إنه } ان الله { على رجعه } على بعث الإنسان وإعادته بعد الموت { لقادر }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٞ} (8)

" إنه " أي إن اللّه جل ثناؤه " على رجعه " أي على رد الماء في الإحليل ، " لقادر " كذا قال مجاهد والضحاك . وعنهما أيضا أن المعنى : إنه على رد الماء في الصلب ، وقاله عكرمة . وعن الضحاك أيضا أن المعنى : إنه على رد الإنسان ماء كما كان لقادر . وعنه أيضا أن المعنى : إنه على رد الإنسان من الكبر إلى الشباب ، ومن الشباب إلى الكبر ، لقادر . وكذا في المهدوي . وفي الماوردي والثعلبي : إلى الصبا ، ومن الصبا إلى النطفة . وقال ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء حتى لا يخرج ، لقادر . وقال ابن عباس وقتادة والحسن وعكرمة أيضا : إنه على رد الإنسان بعد الموت لقادر . وهو اختيار الطبري . الثعلبي : وهو الأقوى ؛ لقوله تعالى : " يوم تبلى السرائر " [ الطارق : 9 ] قال الماوردي : ويحتمل أنه على أن يعيده إلى الدنيا بعد بعثه في الآخرة ؛ لأن الكفار يسألون اللّه تعالى فيها الرجعة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٞ} (8)

ولما علم بالحفظ والخلق في الأطوار المشار إليها أنه خلق لأمر عظيم وهو الحساب ، وثبت بالقدرة على ابتدائه من هذا الماء وبتطويره في الحالات المشار إليها{[72696]} بذكر الماء ، المعلومة لكل أحد القدرة على الإعادة بلا فرق إلا كون الإعادة على ما نعرف أسهل ، وكان العرب ينكرونها ، قال مؤكداً استئنافاً لمن يقول : قد نظرت في ذلك فمه : { إنه } أي خالقه القادر على ما ذكر من شؤونه المدلول على عظمه ببناء " خلق " للمفعول { على رجعه } أي رجع الإنسان بالبعث ورده إلى حالته الأولى وخلقه الأول كما كان قبل الموت وعلى رد هذا الماء الدافق إلى مجاريه التي خرج منها وحله إلى المائية بعد انعقاده عظماً ولحماً ودماً { لقادر * } أي لثابتة قدرته على ذلك أتم ثبات ، {[72697]}فمن أيسر{[72698]} ما يكون عنده سبحانه وتعالى رده-{[72699]} بعد شيخوخته على عقبه بأن يجعله كهلاً ثم شاباً ثم طفلاً ثم مضغة ثم علقة ثم نطفة ثم يدفعه إلى ذكر الرجل ورحم المرأة ثم إلى صلبه وترائبها وهو أهون عليه ، وذلك كقدرته على رده بالبعث ، وعبر ب " أنه " ولم يقل : إن الله - مثلاً لأنه أقعد لأنه يقال لكل إنسان : من أخرجك على{[72700]} هذه الهيئة فصيرك{[72701]} على هذه الصفة ؟ فإذا قال : القادر على كل شيء بقدرته الكاملة ، قيل له : وبتلك القدرة بعينها يعيدك ، ولو سمى له اسم غير الضمير لكان ربما قال : ليس-{[72702]} هو خالقي .


[72696]:زيد في ظ: بالتنبيه.
[72697]:من ظ و م، وفي الأصل: فأيسر.
[72698]:زيد من ظ و م.
[72699]:من م، وفي الأصل و ظ: من.
[72700]:من ظ و م، وفي الأصل: ثم صيرك.
[72701]:من ظ و م، وفي الأصل: بني هذا.
[72702]:زيد من ظ و م.