اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرٞ} (8)

قوله : { إِنَّهُ } . الضمير للخالق المدلول عليه بقوله تعالى : { خُلِقَ } ؛ لأنه معلوم أن لا خالق سواه سبحانه .

قوله : { على رَجْعِهِ } ، في الهاء وجهان :

أحدهما : أنه ضمير الإنسان أي على بعثه بعد موته ، وهو قول ابن عباس وقتادة والحسن وعكرمة{[59839]} ، وهو اختيار الطبري{[59840]} ، لقوله تعالى : { يَوْمَ تبلى السرآئر } .

والثاني : أنه ضمير الماء ، أي : يرجع المنيّ في الإحْليل أو الصلب{[59841]} .

قاله الضحاكُ ومجاهدٌ ، والأول قول الضحاك أيضاً وعكرمة .

[ وعن الضحاك أيضاً أن المعنى أنه رد الإنسان من الكِبَرِ إلى الشباب ، ومن الشباب إلى الكبر . حكاه المهدوي{[59842]} .

وفي الماوردي والثعلبي : إلى الصِّبا ومن الصِّبا إلى النُّطفة{[59843]} .

وقال ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء حتى يخرج لقادر .

وقال الماوردي : يحتمل أنه على أن يعيده إلى الدنيا بعثه إلى الآخرة ؛ لأن الكفار يسألون فيها الرجعة ، والرجع مصدر رجعت الشيء أي : رددته ]{[59844]} .


[59839]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/537) عن قتادة.
[59840]:ينظر: جامع البيان 12/537.
[59841]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/561)، عن مجاهد وعكرمة والضحاك. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/561)، عن مجاهد وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر. وذكره أيضا عن عكرمة وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
[59842]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/537).
[59843]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/537)، عن ابن زيد.
[59844]:سقط من: ب.