ثم قال تعالى : ( إنه على رجعه لقادر ، يوم تبلى السرائر ) أي : إن الله [ على ] {[74965]} رده {[74966]} هذا الإنسان المنكر للبعث ( بعد الموت ) {[74967]} بعد موته لقادر في يوم تختبر {[74968]} السرائر .
فالهاء في ( رجعه ) {[74969]} للإنسان . هذا قول قتادة {[74970]} . وهو اختيار الطبري : لأن بعده ( يوم تبلى السرائر ) أي : على رده حيا في هذا اليوم الذي تختبر فيه سرائر الخلق فيكشف المستور منها {[74971]} .
وهذا التأويل فيه بعد في العربية ، لن العامل على هذا التقدير في ( يوم ) ( رجعه ) فهو داخل في صلته .
وقد فرق بين الصلة والموصول بخبر ( إن ) {[74972]} وهو ( لقادر ) وذلك لا يحسن {[74973]} . ولكن يكون المعنى على ما قال قتادة ، ويكون العامل في ( يوم تبلى ) ( ناصر ) {[74974]} أي : فما للإنسان من قوة يرد عن {[74975]} نفسه بها ولا ناصر ينصره في يوم تبلى السرائر .
وقال الضحاك : المعنى ( أن الله ) {[74976]} على رد الإنسان ماء كما خلقه من ماء لقادر {[74977]} فالهاء في ( رجعه ) أيضا للإنسان .
وقال مجاهد وعكرمة : المعنى أن الله على رد الماء في {[74978]} الإحليل {[74979]} لقادر {[74980]} .
فالهاء في ( رجعه ) للماء ، وهو معنى قول ابن زيد {[74981]} .
وعن الضحاك أيضا أن منعاه أن الله على رد الإنسان من الكبر إلى الشباب ومن الشباب إلى الكبر ، ومن الصبا إلى النطفة لقادر {[74982]} . فالهاء في ( رجعه ) للإنسان . ورو أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ائتمن الله خلقه على أربع : على الصلاة والزكاة والصيام والغسل من الجنابة وهي السرائر التي يختبرها الله يوم القيامة " {[74983]} .
قال عطاء في قوله : ( يوم تبلى السرائر ) قال : ذلك الصوم والصلاة وغسل الجنابة . يقول {[74984]} : في الدنيا إذا شاء : قد صمت ، ولم يصم ، وقد صليت ولم يصل ، وقد اغتسلت ولم يغتسل {[74985]} .
وقال قتادة : " إن هذه السرائر مختبرة ، فأسروا خيرا وأعلنوه [ إن استطعتم ] {[74986]} ولا قوة {[74987]} إلا بالله " {[74988]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.