تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ} (11)

والقسم الثاني : الذين قبلوا النذارة ، وقد ذكرهم بقوله : { إِنَّمَا تُنْذِرُ } أي : إنما تنفع نذارتك ، ويتعظ بنصحك { مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ } [ أي : ] من قصده اتباع الحق وما ذكر به ، { وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } أي : من اتصف بهذين الأمرين ، القصد الحسن في طلب الحق ، وخشية اللّه تعالى ، فهم الذين ينتفعون برسالتك ، ويزكون بتعليمك ، وهذا الذي وفق لهذين الأمرين { فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ } لذنوبه ، { وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } لأعماله الصالحة ، ونيته الحسنة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ} (11)

{ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } يعني إنما ينتفع بإنذارك أولو الطبائع السليمة والفِطر المستقيمة الذين آمنوا بالقرآن وأيقنوا بأنه حق وعملوا بما فيه . وهم الذين يخشون الله حين غيابهم عن أبصار الناظرين ، عندما لا يراهم أحد إلا الله سبحانه ، أولئك هم المؤمنون الذين تنفعهم الذكرى وتؤثر فيهم الموعظة .

قوله : { فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } أي بشر هؤلاء المتقين الذين يخشون ربهم بالغيب بأن الله غافر لهم ذنوبهم فساترها وأنه مجزيهم حسن الثواب من في الآخرة .