تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (7)

ولما كان العبد ، -ولو حرص على الاستقامة- لا بد أن يحصل منه خلل بتقصير بمأمور ، أو ارتكاب منهي ، أمره بدواء ذلك بالاستغفار المتضمن للتوبة فقال : { وَاسْتَغْفِرُوهُ } ثم توَّعد من ترك الاستقامة فقال : { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الذين لا يؤتون الزكاة } أي : الذين عبدوا من دونه من لا يملك نفعًا ولا ضرًا ، ولا موتًا ، ولا حياة ، ولا نشورًا ودنسوا أنفسهم ، فلم يزكوها بتوحيد ربهم والإخلاص له ، ولم يصلوا ولا زكوا ، فلا إخلاص للخالق بالتوحيد والصلاة ، ولا نفع للخلق بالزكاة وغيرها . { وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هم كَافِرُونَ } أى : لا يؤمنون بالبعث ، ولا بالجنة والنار ، فلذلك لما زال الخوف من قلوبهم ، أقدموا على ما أقدموا عليه ، مما يضرهم في الآخرة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (7)

قوله : { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ( 6 ) الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } . ذلك تهديد ووعيد من الله للمشركين المكذبين الذين لا يقرون بوجوب الزكاة في أحوالهم . وهذه خسيسة من خسائس الكافرين في كل زمان ؛ إذ يعظِّمون المال أشد تعظيم ولا يعبئون بغير جمعه وتكثيره والاستئثار به ليحرم من المحاويج والمساكين . فم بذلك أشحة مناكيد يبخلون عن بذل المال في وجوه الخير وفي دفع غوائل الفقراء والمعوزين لفرط حبهم للمال والمتاع والشهوات { وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } المشركون سادرون في غفلتهم وضلالهم ، لاهون عن ذكر الآخرة ؛ لأنهم مشغولون بحطام الدنيا وزينتها فلا يعبئون بأخبار الآخرة ولا يوقنون بها .