محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (7)

{ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } أي لا يزكون أنفسهم بطاعة الله ، أو لا ينفقون من أموالهم زكاتها . وهذا ما رجحه ابن جرير{[6409]} ، ذهابا إلى أن ذلك هو الأشهر من معنى الزكاة . لا سيما مع ضميمة الإيتاء . وفيه إشارة إلى أن من أخص صفات الكفار هو منع الزكاة ، ليحذر المؤمنون من ارتكابه . وعن قتادة : ( إن الزكاة قنطرة الإسلام . فمن قطعها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ) . قال ابن جرير : {[6410]} ( وقد كان أهل الردّة ، بعد نبي الله ، قالوا : أما الصلاة فنصلي . وأما الزكاة ، فو الله  ! لا تغصب أموالنا . قال فقال أبو بكر : والله  ! لا أفرق بين شيء جمع الله بينه . والله  ! لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله ، لقاتلناهم عليه ) { وهم بالآخرة } أي بإحيائهم بعد مماتهم للمجازاة { هُمْ كَافِرُونَ


[6409]:انظر الصفحة رقم 92 من الجزء الرابع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).
[6410]:انظر الصفحة رقم 93 من الجزء الرابع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).