فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (7)

ثم وصفهم بقوله : { الذين لاَ يُؤْتُونَ الزكواة } أي يمنعونها ، ولا يخرجونها إلى الفقراء . وقال الحسن وقتادة : لا يقرّون بوجوبها . وقال الضحاك ومقاتل : لا يتصدقون ولا ينفقون في الطاعة . وقيل معنى الآية ، لا يشهدون أن لا إله إلاّ الله لأنها زكاة الأنفس وتطهيرها . وقال الفراء : كان المشركون ينفقون النفقات ، ويسقون الحجيج ويطعمونهم ، فحرّموا ذلك على من آمن بمحمد ، فنزلت فيهم هذه الآية { وَهُمْ بالآخرة هُمْ كافرون } معطوف على لا يؤتون داخل معه في حيز الصلة ، أي منكرون للآخرة جاحدون لها ، والمجيء بضمير الفصل لقصد الحصر .

/خ14