{ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين( 6 )الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون( 7 ) } .
أمر الله تعالى نبيه أن ينذرهم بما تقوم به حجة الخالق على خلقه ، فإن المولى العليم لم يرسله مَلَكا ولا جنيا يتعذر عليهم أو يتعسر التلقي عنه ؛ إنما بعثه آدميا مثلهم وأوحى إليه أن المستحق للعبادة معبود واحد .
ولا أدعوكم إلى ما تنبوا عنه العقول ، وإنما أدعوكم إلى التوحيد الذي دلت عليه دلائل العقل وشهدت له شواهد السمع ؛ وهذا جواب عن قولهم : { . . قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر }- فلا تعوجوا عن السبيل الموصلة إلى رضاه { . . إن ربي على صراط مستقيم }{[4141]} . وعهد الله إليكم بالاستقامة والإقامة على التوحيد مخلصين ذلك له ، وبطلب العفو والصفح وستر ما كان من فسوق أو مروق ؛ والهلاك والثبور لمن أشركوا بربهم الواحد القهار ، العزيز الغفار ؛ والعذاب وأسفل دركات العقاب للذين يبخلون ويمنعون ، ويشحون ولا ينفقون{[4142]} ؛ ثم هم في لقاء ربهم يرتابون ويشكّون ، بل هم لأحوال الآخرة منكرون .
[ وقال قتادة : يمنعون زكاة أموالهم ؛ وهذا هو الظاهر عند كثير من المفسرين ، واختاره ابن جرير ، وفيه نظر ، لأن إيجاب الزكاة إنما كان في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة . . وهذه الآية مكية ؛ اللهم إلا أن يقال : لا يبعد أن يكون أصل الصدقة والزكاة كان مأمورا به في ابتداء البعثة ، كقوله تبارك وتعالى : { . . وآتوا حقه يوم حصاده }{[4143]} فأما الزكاة ذات النصب والمقادير فإنما بين أمرها بالمدينة ؛ ويكون هذا جمعا بين القولين ؛ كما أن أصل الصلاة كان واجبا قبل طلوع الشمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة ، فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف فرض الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس ؛ وفصّل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك شيئا فشيئا ، والله أعلم . ]{[4144]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.