تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ} (10)

ثم قال في نعم الدين :

{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن } أي : طريقي الخير والشر ، بينا له الهدى من الضلال ، والرشد من الغي .

فهذه المنن الجزيلة ، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله ، ويشكر الله على نعمه ، وأن لا يستعين بها على معاصيه{[1431]} ، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك .


[1431]:- في ب: على معاصي الله.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ} (10)

قوله : { وهديناه النّجدين } هدى الله الإنسان النجدين . وهما طريق الخير وطريق الشر . فقد بيّن الله للإنسان هذين السبيلين تبيينا كاملا مستفيضا لا لبس فيه ولا نقص ، وبيّن له أن أول هذين السبيلين يفضي إلى الجنة حيث النجاة والسعادة ، وأن ثانيهما يفضي إلى النار حيث العذاب والنكال . وذلك كله بعد أن بثّ الله في الإنسان استعداده لفعل الخير والشر وقد حرّضه على فعل الخير تحريضا ، وحذره من فعل الشر تحذيرا . وفوق ذلك كله فإن الله جل وعلا قد أودع الإنسان خصائص كبريات . أولها العقل المميز الممحّص الرادع ، وغير ذلك من خصائص الحياء والمروءة والرأفة والشفقة والضمير الحافز المبكّت ، اللوام . كل أولئك أسباب عظيمة للتحريض على فعل الخير ، واختيار طريقه ، ومجانبة الشر وفعله . وليس على الله لأحد بعد ذلك من حجة . فإن جنح الإنسان بعد ذلك كله للشر فلا يلومنّ إلا نفسه .