السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ} (10)

{ وهديناه } ، أي : أتيناه من العقل { النجدين } قال أكثر المفسرين : بيّنا له طريق الخير والشر والهدى والضلال والحق والباطل كقوله تعالى : { إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإمّا كفوراً } [ الإنسان : 3 ] وصار بما جعلناه له من ذلك سميعاً بصيراً عالماً ، فصار موضعاً للتكليف . روى الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال : «يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإنّ ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى ، يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شرّ فلم جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير » . قال المنذري : النجد هنا الطريق . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : بيّنا له الثديين ، وهو قول سعيد بن المسيب والضحاك ، وأصله المكان المرتفع .