غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ} (10)

1

{ وهديناه النجدين } سبيلي الخير والشر كقوله { إنا هديناه السبيل إما شاكراً أو كفوراً } [ الدهر :3 ] هذا قول عامة المفسرين . والنجد في اللغة المكان المرتفع جعل الدلائل لارتفاع شأنها وعلو مكانها كالطرق المرتفعة العالية التي لا تخفى على ذوي الأبصار . وقال الحسن { يقول أهلكت ما لا لبداً } فمن الذي يحاسبني عليه ؟ فقيل الذي قدر على أن خلق لك الأعضاء قادر على محاسبتك . وعن ابن عباس وسعيد بن المسيب : هما الثديان لأنهما كالطريقين لحياة الولد ورزقه هدى الله الطفل الصغير حتى ارتضعهما ، قال القفال : والتفسير هو الأول . ثم قرر وجه الاستدلال به فقال : إن من قدر على أن خلق من الماء المنتن قلباً عقولاً ولساناً فؤولاً فهو على إهلاك ما خلق أقدر ، فما الحجة في الكفر بالله مع تظاهر نعمه ؟ وما العلة في التعزز على الله وأوليائه بالمال وإنفاقه وهو المعطي والممكن من الانتفاع ؟

/خ20