الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ} (10)

{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ } قال أكثر المفسّرين : يعني بيّنا له طريق الخير والشرّ والحقّ والباطل والهدى والضلالة كقوله :

{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } [ الإنسان : 3 ] .

ودليل هذا التأويل ما أخبرني عبد الله بن حامد إجازة قال : أخبرني أحمد بن يحيى قال : حدّثنا محمّد بن يحيى قال : حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن قرّة بن خالد عن الحسن قال : قال رسول الله صلّى الله عليه : " إنّما هما نجدان نجد الخير ونجد الشرّ ، فما يجعل نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير " .

وأخبرنا محمّد بن عبد الله بن حمدون قال : أخبرنا مكّي قال : حدّثنا عبد الرحمن بن بشر قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : حدّثنا أبي عن عمرو بن أبي بكر القرشي عن محمّد بن كعب عن ابن عبّاس في قوله سبحانه : { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ } قال : الثديين ، وإليه ذهب سعيد بن المسيب والضحّاك ، والنجد الطريق في ارتفاع . قال الشاعر :

غداة غدوا فسالك بطن نخلة *** وآخر منهم جازع نجد كبكب