تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

{ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ } أي : في وقته السابق بكثرة عبادته لربه ، وتسبيحه ، وتحميده ، وفي بطن الحوت حيث قال : { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

قال الله عز وجل : { فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } ، وإن فرعون كان طاغياً باغياً فلما أدركه الغرق قال آمنت فلم ينفعه ذلك ، فاذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة .

وقال قتادة في الحكمة : إن العمل يرفع صاحبه إذ عثر فإذا صرع وجد متكئاً ، وقال الحسن بن أبي الحسن : كانت سبحته صلاة في بطن الحوت ، وروي أنه كان يرفع لحم الحوت بيديه ويقول يا رب لأبنين لك مسجداً حيث لم يبنه أحد قبلي ويصلي ، وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يونس حين نادى في الظلمات ، ارتفع نداؤه إلى العرش فقالت الملائكة : يا رب هذا صوت ضعيف من موضع غربة ، فقال الله هو عبدي يونس فأجاب الله دعوته .

قال القاضي أبو محمد : وذكر الحديث{[9892]} وقال ابن جبير الإشارة بقوله { من المسبحين } إلى قوله { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }{[9893]} [ الأنبياء : 87 ] .

قال القاضي أبو محمد : وكثر الناس في هذا القصص بما اختصرناه لعدم الصحة .


[9892]:أخرجه عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن أنس رضي الله عنه، ولفظه كما في ابن جرير:(عن يزيد الرقاشي قال: سمعت أنس بن مالك قال-.ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم- إن يونس النبي حين بدا له أن يدعو الله بالكلمات حين ناداه وهو في بطن الحوت، فقال: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فأقبلت الدعوة تحت العرش، فقالت الملائكة: يا رب هذا صوت ضعيف معروف في بلاد غريبة، قال: أما تعرفون ذلك؟ قالوا: يا رب ومن هو؟ قال: ذلك عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مستجابة، قالوا: يا رب أولا يرحم بما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه بالعراء).
[9893]:من الآية(87) من سورة (الأنبياء).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

و{ كان من المسبحين } بقوله : { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } كما في سورة الأنبياء } ( 87 ) ، فأنجاه الله بسبب تسبيحه وتوبته فقذفه الحوت من بطنه إلى البر بعد أن مكث في جوف الحوت ثلاث ليال ، وقيل : يوماً وليلة ، وقيل : بضع ساعات .