تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٖ} (32)

ويقال لهم على وجه التهنئة : { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } أي : هذه الجنة وما فيها ، مما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، هي التي وعد الله كل أواب أي : رجاع إلى الله ، في جميع الأوقات ، بذكره وحبه ، والاستعانة به ، ودعائه ، وخوفه ، ورجائه .

{ حَفِيظٍ } أي : يحافظ على ما أمر الله به ، بامتثاله على وجه الإخلاص والإكمال له ، على أكمل{[835]}  الوجوه ، حفيظ لحدوده .


[835]:- في ب: أتم.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٖ} (32)

{ هذا ما توعدون } على إضمار القول والإشارة إلى الثواب أو مصدر { أزلفت } وقرأ ابن كثير بالياء . { لكل أواب } رجاع إلى الله تعالى ، بدل من " المتقين " بإعادة الجار . { حفيظ } حافظ لحدوده .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٖ} (32)

وقوله تعالى : { هذا ما توعدون } الآية ، يحتمل أن يكون معناه : يقال لهم في الآخرة عند إزلاف الجنة هذا هو الذي كنتم توعدون في الدنيا ، ويحتمل أن يكون المعنى خطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، أي هذا الذي توعدون به أيها الناس { لكل أواب حفيظ } . والأواب : الرجاع إلى الطاعة وإلى مراشد نفسه . وقال ابن عباس وعطاء : الأواب : المسبح لقوله : { يا جبال أوبي معه }{[10556]} [ سبأ : 10 ] . وقال الشعبي ومجاهد : هو الذي يذكر ذنوبه فيستغفر . وقال المحاسبي : هو الراجح بقلبه إلى ربه . وقال عبيد بن عمير : كنا نحدث أنه الذي إذا قام من مجلسه استغفر الله مما جرى في ذلك المجلس وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل . والحفيظ معناه : بأوامر الله فيمتثلها ، أو لنواهيه فيتركها . وقال ابن عباس : { حفيظ } لذنوبه حتى يرجع عنها .


[10556]:من الآية (10) من سورة (سبأ).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٖ} (32)

جملة { هذا ما توعدون } معترضة ، فلك أن تجعلها وحدها معترضة وما بعدها متصلاً بما قبلها فتكون معترضة بين البدل والمبدل منه وهما { للمتقين } و { لكل أواب } ، وتجعل { لكل أواب } بدلاً من { للمتقين } ، وتكرير الحرف الذي جُرّ به المبدَل منه لقصد التأكيد كقوله تعالى : { قال الذين استكبروا للذين استضعفوا } [ سبأ : 32 ] لمن آمن منهم الآية وقوله : { ولأبَوَيْه لكلّ واحد منهما السدس } [ النساء : 11 ] . واسم الإشارة المذكر مراعى فيه مجموع ما هو مشاهد عندهم من الخيرات .

والأوّاب : الكثير الأوب ، أي الرجوع إلى الله ، أي إلى امتثال أمره ونهيه .

والحفيظ : الكثير الحفظ لوصايا الله وحدوده . والمعنى : أنه محافظ على الطاعة فإذا صدرت منه فلتة أعقبها بالتوبة .