تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأُوْلَـٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا} (99)

فهؤلاء قال الله فيهم : { فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا } و " عسى " ونحوها واجب وقوعها من الله تعالى بمقتضى كرمه وإحسانه ، وفي الترجية بالثواب لمن عمل بعض الأعمال فائدة ، وهو أنه قد لا يوفيه حق توفيته ، ولا يعمله على الوجه اللائق الذي ينبغي ، بل يكون مقصرًا فلا يستحق ذلك الثواب . والله أعلم .

وفي الآية الكريمة دليل على أن من عجز عن المأمور من واجب وغيره فإنه معذور ، كما قال تعالى في العاجزين عن الجهاد : { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ } وقال في عموم الأوامر : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " ولكن لا يعذر الإنسان إلا إذا بذل جهده وانسدت عليه أبواب الحيل لقوله : { لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً } وفي الآية تنبيه على أن الدليل في الحج والعمرة ونحوهما مما يحتاج إلى سفر من شروط الاستطاعة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَأُوْلَـٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا} (99)

وقوله تعالى : { فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ } أي : يتجاوز عنهم بترك{[8151]} الهجرة ، وعسى من الله موجبة { وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا{[8152]} } .

/خ99


[8151]:في د، أ: "بتركهم".
[8152]:في ر: "عفوا غفورا" وهو خطأ.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأُوْلَـٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا} (99)

ثم رجّى الله تعالى هؤلاء بالعفو عنهم ، و { عسى } من الله واجبة . أما أنها دالة على ثقل الأمر المعفو عنه ، قال الحسن : { عسى } من الله واجبة ، قال غيره : هي بمنزلة الوعد ، إذ ليس يخبر ب { عسى } عن شك ولا توقع ، وهذا يرجع إلى الوجوب ، قال آخرون : هي على معتقد البشر ، أي ظنكم بمن هذه حالة تَرجِّي عفو الله عنه .