الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَأُوْلَـٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا} (99)

98

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين . أنا من الولدان ، وأمي من النساء .

وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس أنه تلا { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } قال : كنت أنا وأمي ممن عذر الله .

واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر كل صلاة : اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، وضعفة المسلمين من أيدي المشركين ، الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " .

وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال : " بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال : سمع الله لمن حمده . ثم قال قبل أن يسجد : اللهم نج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم نج سلمة بن هشام ، اللهم نج الوليد بن الوليد ، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف " .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله { إلا المستضعفين } يعني الشيخ الكبير ، والعجوز ، والجواري الصغار ، والغلمان .

وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن يحيى قال : " مكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع ، وكان يقول في قنوته : اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وعياش بن أبي ربيعة ، والعاصي بن هشام ، والمستضعفين من المؤمنين بمكة الذين { لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا } " .

وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال { الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } إلى قوله { وساءت مصيرا } قال : كانوا قوما من المسلمين بمكة ، فخرجوا مع قومهم من المشركين في قتال ، فقتلوا معهم ، فنزلت هذه الآية { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } فعذر الله أهل العذر منهم ، وهلك من لا عذر له قال ابن عباس : وكنت أنا وأمي ممن كان له عذر .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج { لا يستطيعون حيلة } قوة .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { لا يستطيعون حيلة } قال : نهوضا إلى المدينة { ولا يهتدون سبيلا } طريقا إلى المدينة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد { ولا يهتدون سبيلا } طريقا إلى المدينة . والله تعالى أعلم .