وقوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة } مبالغة في هذا المعنى : أي أن فيها ما لم تدره من أهوالها ، وتفصيل صفاتها . { وما } ، تقرير وتوبيخ . وقوله تعالى : { ما الحاقة } ابتداء وخبر في موضع نصب ب { أدراك } ، و { ما } الأولى ، ابتداء وخبرها { أدراك ما الحاقة } ، وفي { أدراك } ، ضمير عائد على { ما } هو ضمير الفاعل .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: {وما أدراك ما الحاقة} تعظيما لها لشدتها...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وأيّ شيء أدراك وعرّفك أيّ شيء الحاقة.
عن سفيان قال: ما في القرآن «وما يدريك» فلم يخبره، وما كان «وما أرداك»، فقد أخبره.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي لم تكن تدري، فأدراك الله تعالى، لأنه لم يكن خبر القيامة في علمك ولا علم قومك، لكن الله تعالى أطلعك عليه لأن قومك كانوا منكري البعث، ولم يكن عندهم من خبره شيء.
وفي قوله: {وما أدراك ما الحاقة} مبالغة في التعجب، وإذا نظروا فيه، وفهموه، دعاهم ذلك إلى الإيمان به، فصارت الآية في موضع الإغراء واجتذاب الأسماع.. وإن كان الخطاب في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأويله أن المكذبين يؤذونه، ويمكرون به، فيتأذّى بهم، ويشتد ذلك عليه، فذكر ما ينزل بهم من العذاب، ويحق عليهم، فيكون فيه بعض التسلي عما أصابه من الأذى من ناحيتهم، أو ذكره، أن العذاب يحق عليهم، فلا يحزن بصنيعهم، بل يحمله ذلك على الشفقة عليهم والرحمة لهم.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
يعني: أنك لا علم لك بكنهها ومدى عظمها، على أنه من العظم والشدة بحيث لا يبلغه دراية أحد ولا وهمه، وكيفما قدرت حالها فهي أعظم من ذلك.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ثم يزيد هذا الاستهوال والاستعظام بالتجهيل، وإخراج المسألة عن حدود العلم والإدراك: (وما أدراك ما الحاقة؟).. ثم يسكت فلا يجيب على هذا السؤال. ويدعك واقفا أمام هذا الأمر المستهول المستعظم، الذي لا تدريه، ولا يتأتى لك أن تدريه! لأنه أعظم من أن يحيط به العلم والإدراك!
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
فهي الحقيقة التي لا مجال لإدراكها لما فيها من الأهوال العظيمة، والمشاهد الكبيرة، والأوضاع المتنوعة التي لم يشاهدها الناس من قبل، بحيث إن التصوّر لا يبلغ مداها. وهذا ما يريد الله للإنسان أن يعيشه في تهاويلها الحقيقية الكامنة في الغيب، ليدفعه ذلك إلى مواجهة الموقف الذي يطلّ عليها في ساحة العمل بكل جدّيةٍ ومسؤولية، في ما يقبل عليه من حسابها العسير أمام الله
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
وكما لا يمكن أن يدرك الجنين الذي في بطن أمه المسائل المتعلّقة بالدنيا، فإنّ أبناء الدنيا كذلك ليس بمقدورهم إدراك الحوادث التي تكون في يوم القيامة.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.