فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (3)

{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحاقة } أي أيّ شيء أعلمك ما هي ؟ أي كأنك لست تعلمها إذا لم تعاينها وتشاهد ما فيها من الأهوال فكأنها خارجة عن دائرة علم المخلوقين . قال يحيى بن سلام : بلغني أن كل شيء في القرآن وما أدراك . فقد أدراه إياه وعلمه ، وكلّ شيء قال فيه : و«ما يدريك » ، فإنه أخبره به . وما مبتدأ ، وخبره أدراك ، و { ما الحاقة } جملة من مبتدأ وخبر محلها النصب بإسقاط الخافض ، لأن أدري يتعدّى إلى المفعول الثاني بالباء كما في قوله : { وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } [ يونس : 16 ] فلما وقعت جملة الاستفهام معلقة له كانت في موضع المفعول الثاني ، وبدون الهمزة يتعدى إلى مفعول واحد بالباء نحو دريت بكذا ، وإن كان بمعنى العلم تعدى إلى مفعولين ، وجملة وما أدراك معطوفة على جملة : { ما الحاقة } .

/خ18