ولما كان السياق لترجمة المراد بكشف الساق ، عظم التهويل بقوله : { وما أدراك } أي في الزمن الماضي ، وقصره لتذهب النفس فيه كل مذهب ، أي وأي شيء أعلمك بشيء من الأشياء مع تعاطيك للبحث والمداورة{[67848]} ، ثم زاد التحذير منها{[67849]} بقوله على النهج الأول مستفهماً والمراد {[67850]}به التفخيم{[67851]} ومزيد التعظيم : { ما الحاقة * } أي إنها بحيث لا يعلم كنهها أحد{[67852]} ولا يدركها{[67853]} ولا يبلغها درايته{[67854]} وكيف ما قدرت حالها{[67855]} فهي أعظم من ذلك ، فلا تعلم حق العلم إلا بالعيان .
وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير : لما بنيت سورة { ن والقلم } على تقريع{[67856]} مشركي قريش وسائر العرب وتوبيخهم وتنزيه نبي الله صلى الله عليه وسلم عن شنيع قولهم وقبيح بهتهم ، وبين حسدهم{[67857]} وعداوتهم{ وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }[ القلم : 51 ] أتبعت بسورة الحاقة وعداً لهم وبياناً أن حالهم في سوء ذلك المرتكب قد سبق إليه غيرهم { كذبت ثمود وعاد بالقارعة } [ الحاقة : 4 ]
{ فهل ترى لهم من باقية }[ الحاقة : 8 ] { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن }[ الأنعام : 6 ]
{ فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم{[67858]} }[ يونس : 102 ] ، و{ كم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً }[ مريم : 98 ] فسورة الحاقة جارية مجرى هذه الآي المعقب بها ذكر عناد مشركي العرب ليتعظ بها من رزق التوفيق لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.