تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} (23)

{ 23-29 } { وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }

يقول تعالى : { وَقَالَ قَرِينُهُ } أي : قرين هذا المكذب المعرض ، من الملائكة ، الذين وكلهم الله على حفظه ، وحفظ أعماله ، فيحضره يوم القيامة ويحضر أعماله ويقول : { هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } أي : قد أحضرت ما جعلت عليه ، من حفظه ، وحفظ عمله ، فيجازى بعمله .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} (23)

يقول تعالى مخبرًا عن الملك الموكل بعمل ابن آدم : أنه يشهد عليه يوم القيامة بما فعل {[27310]} ويقول : { هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } أي : معتد {[27311]} محضر {[27312]} بلا زيادة ولا نقصان .

وقال مجاهد : هذا كلام الملك السائق يقول : هذا ابن آدم الذي وكلتني به ، قد أحضرته .

وقد اختار ابن جرير أن يعم السائق والشهيد ، وله اتجاه وقوة .


[27310]:- (1) في أ: "بما عمل".
[27311]:- (2) في م، أ: "معد".
[27312]:- (3) في أ: "محص".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} (23)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقَالَ قَرِينُهُ هََذَا مَا لَدَيّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ * مّنّاعٍ لّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مّرِيبٍ } .

يقول تعالى ذكره : وقال قرين هذا الإنسان الذي جاء به يوم القيامة معه سائق وشهيد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَقالَ قَرِينُهُ هَذَا ما لَدَيّ عَتِيدٌ الملك .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وقَالَ قَرِينُهُ هَذَا ما لَدَيّ عَتِيدٌ . . . إلى آخر الاَية ، قال : هذا سائقه الذي وُكّل به ، وقرأ وَجاءَتْ كُلّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهيدٌ .

وقوله : هَذَا ما لَدَيّ عَتِيدٌ يقول تعالى ذكره مخبرا عن قِيل قَرينِ هذا الإنسان عند موافاته ربه به ، ربّ هذا ما لديّ عتيد : يقول : هذا الذي هو عندي معدّ محفوظ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : هَذَا ما لَدَيّ عَتِيدٌقال : والعتيد : الذي قد أخذه ، وجاء به السائق والحافظ معه جميعا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} (23)

{ وقال قرينه } قال الملك الموكل عليه . { هذا ما لدي عتيد } هذا ما هو مكتوب عندي حاضر لدي ، أو الشيطان الذي قيض له هذا ما عندي وفي ملكتي عتيد لجهنم هيأته لها باغوائي وإضلالي ، و{ ما } إن جعلت موصوفة ف { عتيد } صفتها وإن جعلت موصولة فبدلها أو خبر بعد خبر أو خبر محذوف .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} (23)

وقوله تعالى : { وقال قرينه هذا ما لدي عتيد } ، قال جماعة من المفسرين : { قرينه } من زبانية جهنم ، أي قال هذا العذاب الذي لدي لهذا الإنسان الكافر حاضر عتيد ، ففي هذا تحريض على الكافر واستعجال به . وقال قتادة وابن زيد : { قرينه } الملك الموكل بسوقه ، فكأنه قال : هذا الكافر الذي جعل إلى سوقه ، فهو لدي حاضر . وقال الزهراوي وقيل : { قرينه } شيطانه .

قال القاضي أبو محمد : وهذا ضعيف ، وإنما أوقع فيه أن القرين في قوله : { قال قرينه ربنا ما أطغيته } هو شيطانه في الدنيا ومغويه بلا خلاف .

ولفظ القرين : اسم جنس ، فسائقه قرين ، وصاحبه من الزبانية قرين ، وكاتب سيئاته في الدنيا قرين وتحتمله هذه الآية ، أي هذا الذي أحصيته عليه عتيد لدي ، وهو موجب عذابه ، ومماشي الإنسان في طريقه قرين ، وقال الشاعر [ عدي بن زيد العبادي ] : [ الطويل ]

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه . . . فكل قرين بالمقارن يقتدي{[10538]}

والقرين الذي في هذه الآية ، غير القرين الذي في قوله : { قال قرينه ربنا ما أطغيته } إذ المقارنة تكون على أنواع ، وقال بعض العلماء : { قرينه } في هذه الآية : عمله قلباً وجارحاً ، وقوله عز وجل : { ألقيا في جهنم } معناه : يقال { ألقيا في جهنم } . واختلف الناس لم يقال ذلك ؟ فقال جماعة من المفسرين : هو قول الملكين من ملائكة العذاب .


[10538]:هذا البيت شاهد على أن القرين يقال لمن يمشي مع إنسان في طريقه، وأن كلمة القرين تطلق على كل من يقترن بالمرء في عمله أو في حياته، قال في اللسان:"والقرين: صاحبك الذي يقارنك، وقرينك: الذي يقارنك، والجمع قرناء".