فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} (23)

{ وقال قرينه } أي قال الملك الموكل به وهو الرقيب السابق ذكره قد تقدم أنه كاتب الحسنات وكاتب السيئات ، وأن للإنسان رقيبين وهما العتيدان فإفراده لتأويله كما مر في الرقيب وفي الشهاب وزاده أن المراد بالقرين الجنس ولو جعلت الخطابات السابقة للكافر لكان وجه إفراد القرين ظاهرا .

{ هذا ما لدي } أي عندي من كتاب عملك ، وما موصولة أو نكرة موصوفة { عتيد } حاضر قد هيأته ، كذا قال الحسن وقتادة والضحاك ، وقال ابن عباس : قرينه شيطانه ، وقال مجاهد : إن الملك يقول للرب سبحانه هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته ، وأحضرت ديوان عمله . وروي عنه أنه قال : إن قرينه من الشيطان يقول ذلك أي : هذا ما قد هيأته لك بإغوائي وإضلالي وقال ابن زيد : إن المراد هنا قرينه من الإنس ، وعتيد مرفوع على أنه صفة { ما } إن كانت موصوفة ، وإن كانت موصولة فهو خير .