محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} (23)

{ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد 23 } .

{ وقال قرينه } أي قرين هذا الإنسان الذي جيء به يوم القيامة معه سائق وشهيد ، وهو إما الملك الموكل عليه في الدنيا لكتابة أعماله ، وهو الرقيب المتقدم ، أو الشيطان الذي قيض له مقارنا له يغويه ، وهو الأظهر – كما اعتمده الزمخشري - لآية{[6761]} { نقيض له شيطانا فهو له قرين } ويشهد له قوله تعالى :{[6762]} { قال قرينه ربنا ما أطغيته } { هذا ما لديّ عتيد } أي هذا شيء لديّ حاضر مُعَدٌّ محفوظ . والإشارة على الأول لما في صحفه ، وعلى الثاني للشخص نفسه . أي هذا ما لديّ عتيد لجهنم هيأته بإغوائي لها .

وقال القاشاني : { وقال قرينه } أي من شيطان الوهم الذي غرّه بالظواهر ، وحجبه عن البواطن . { هذا ما لدي عتيد } مهيأ لجهنم . أي ظهر تسخير الوهم إياه في التوجه إلى / الجهة السفلية ، وأنه ملكه ، واستعبده في طلب اللذات البدنية ، حتى هيأه لجهنم في قعر الطبيعة . انتهى .


[6761]:[43/ الزخرف/ 36].
[6762]:[50/ ق/27].