السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} (23)

واختلف في القرين في قوله تعالى : { وقال قرينه } فأكثر المفسرين على أنه الملك الموكل به فيقول { هذا ما } أي : الذي { لدي عتيد } أي : حاضر ونقل الكرماني عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه الشيطان الذي سلط على إغوائه واستدراجه إلى ما يريد فزين له الكفر والعصيان . ويدل لهذا قوله تعالى : { وقيضنا لهم قرناء } [ فصلت : 25 ] وقال تعالى : { نقيض له شيطاناً فهو له قرين } [ الزخرف : 36 ] وقال تعالى { فبئس القرين } فالإشارة بهذا إلى المسوق المرتكب الفجور والفسوق . والعتيد معناه المعتدّ للنار ومعناه أن الشيطان يقول هذا العاصي هو شيء عندي معتدّ لجهنم أعددته لها بالإغواء والإضلال .