تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا} (48)

فلما أيس من قومه وأبيه قال : { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ْ } أي : أنتم وأصنامكم { وَأَدْعُو رَبِّي ْ } وهذا شامل لدعاء العبادة ، ودعاء المسألة { عَسَى أن لا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ْ } أي : عسى الله أن يسعدني بإجابة دعائي ، وقبول أعمالي ، . وهذه وظيفة من أيس ممن دعاهم ، فاتبعوا أهواءهم ، فلم تنجع فيهم المواعظ ، فأصروا في طغيانهم يعمهون ، أن يشتغل بإصلاح نفسه ، ويرجو القبول من ربه ، ويعتزل الشر وأهله .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا} (48)

وقوله : { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي } أي : أجتنبكم وأتبرأ منكم ومن آلهتكم التي تعبدونها [ من دون الله ]{[18869]} ، { وَأَدْعُو رَبِّي } أي : وأعبد ربي وحده لا شريك له ، { عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا } و " عسى " هذه موجبة لا محالة ، فإنه عليه السلام ، سيد الأنبياء بعد محمد صلى الله عليه سلم .


[18869]:زيادة من ف، أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا} (48)

وقوله : وأعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ يقول : وأجتنبكم وما تدعون من دون الله من الأوثان والأصنام وأدْعُو رَبّي يقول : وأدعو ربي ، بإخلاص العبادة له ، وإفراده بالربوبية عَسَى أنْ لا أكُونَ بِدُعاءِ رَبّي شَقِيّا يقول : عسى أن لا أشقى بدعاء ربي ، ولكن يجيب دعائي ، ويعطيني ما أسأله .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا} (48)

{ وأعتزلكم وما تدعون من دون الله } بالمهاجرة بديني . { وأدعوا ربي } وأعبده وحده . { عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا } خائبا ضائع السعي مثلكم في دعاء آلهتكم ، وفي تصدير الكلام ب { عسى } التواضع وهضم النفس ، والتنبيه على أن الإجابة والإثابة تفضل غير واجبتين ، وأن ملاك الأمر خاتمته وهو غيب .