اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا} (48)

قوله : { اعتزلهم وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله } .

قال مقاتلٌ- رحمه الله- : كان اعتزالُه إيَّاهُمْ أنَّه فارقهُم من " كوثى " ، فهاجر منها إلى الأرض المقدسة ، والاعتزالُ عن الشيء هو التَّباعدُ عنه ، " وأدعُو ربِّي " أعبد ربي الذي يَضُرُّ وينفعُ ، والذي خلقني ، وأنعم عليَّ { عسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّا } ، أي : عسى ألاَّ أشْقَى بدُعائه وعبادته ؛ كما تشقون أنتمُ بعبادةِ الأصنام ، ذكر ذلك على سبيل التواضُع ؛ كقوله تعالى : { والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين } [ الشعراء : 82 ] .

وقوله : { شَقِيَّا } فيه تعريضٌ لشقاوتهم في دعاء آلهِتْهمْ .

وقيل : عسى أن يجيبني ، إن دعوتُه .