ثم عطف على وعده بالإحسان وعده بما سأل من الهجرة فقال : { وأعتزلكم } أي{[48296]} جميعاً بترك بلادكم ؛ {[48297]}وأشار إلى أن من شرط المعبود أن يكون أهلاً {[48298]}للمناداة في الشدائد{[48299]} بقوله : { وما تدعون } أي تعبدون { من دون الله } {[48300]}الذي له الكمال كله ، فمن أقبل عليه وحده أصاب ، ومن أقبل على غيره فقد خاب{[48301]} ولم يقيد الاعتزال بزمن ، بل أشار إلى أنهم ما داموا على هذا الدين فهو معتزل لهم { وأدعوا } أي أعبد { ربي } وحده لاستحقاقه ذلك مني بتفرده بالإحسان إليّ ، ثم دعا لنفسه بما نبههم به على خيبة مسعاهم فقال غير{[48302]} {[48303]}جازم بإجابة دعوته وقبول عبادته إجلالاً لربه وهضماً لنفسه{[48304]} : { عسى ألاّ أكون } {[48305]}أي كوناً ثابتاً كأنه احترز بذلك{[48306]} {[48307]}عما لا بد للأولياء منه في الدنيا من البلاء{[48308]} { بدعاء ربي } {[48309]}المتفرد بالإحسان إلي{[48310]} { شقياً * } كما كنتم أنتم أشقياء بعبادة ما عبدتموه ، لأنه لا يجيب دعاءكم ولا ينفعكم{[48311]} ولا{[48312]} يضركم{[48313]} .
ولما رأى من أبيه ومعاشريه ما رأى ، عزم على نشر شقة النوى مختاراً للغربة في البلاد على غربة الأضداد ، فكان كما قال الإمام{[48314]} أبو سليمان{[48315]} الخطابي رحمه الله :
وما غربة{[48316]} الإنسان في شقة النوى *** ولكنها والله في عدم الشكل
وإني غريب بين بست و{[48317]}أهلها *** وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي{[48318]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.