تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

فإذا الخلائق كلهم { بِالسَّاهِرَةِ } أي : على وجه الأرض ، قيام ينظرون ، فيجمعهم الله ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فإذا هؤلاء المكذّبون بالبعث، المتعجبون من إحياء الله إياهم من بعد مماتهم، تكذيبا منهم بذلك، بالساهرة، يعني بظهر الأرض. والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض: ساهرة، وأراهم سموا ذلك بها، لأن فيه نوم الحيوان وسَهَرها، فوصف بصفة ما فيه...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قيل: الساهرة، هي وجه الأرض. وجائز أن يكون أريد بهذا أن العيون تسهر في ذلك اليوم، ولا يعتريها النوم، بل تكون مهطعة إلى الداعي ذليلة...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

"فإذا هم " أي الخلائق أجمعون... وقيل: الساهرة: بمعنى الصحراء على سفير جهنم، أي يوقفون بأرض القيامة، فيدوم السهر حينئذ...

لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن 741 هـ :

وقيل هي التي كثر الوطء عليها كأنها سهرت...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{بالساهرة} أي- على ظهر- الأرض البيضاء المستوية الواسعة التي يجددها الله للجزاء فتكون سعتها كأنها قد ابتلعتهم على كثرتهم التي تفوت العد، وتزيد على الحد...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وفاء {فإذا هم بالساهرة} للتفريع على جملة {إنما هي زجرة واحدة}. و (إذا) للمفاجأة، أي الحصول دون تأخير فحصل تأكيد معنى التفريع الذي أفادته الفاء وذلك يفيد عدم الترتب بين الزجرة والحصول في الساهرة.

والزَّجرة: المرَّة من الزجر، وهو الكلام الذي فيه أمر أو نهي في حالة غضب...وعبر بها هنا عن أمر الله بتكوين أجساد الناس الأموات تصويراً لما فيه من معنى التسخير لتعجيل التكوُّن. وفيه مناسبة لإِحياء ما كان هامداً كما يُبعث البعير البارك بزجرة ينهض بها سريعاً خوفاً من زاجره. وقد عبر عن ذلك بالصيحة في قوله تعالى: {يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج} [ق: 42] وهو الذي عبَّر عنه بالنفخ في الصُّور. ووصفت الزجرة بواحدة تأكيداً لما في صيغة المرة من معنى الوحدة لئلا يتوهم أن إِفراده للنوعية، وهذه الزجرة هي النفخة الثانية...

والساهرة: الأرض المستوية البيضاء التي لا نبات فيها يُختار مثلُها لاجتماع الجموع ووضْعِ المغانم. وأريد بها أرض يجعلها الله لجمع الناس للحشر. والإِتيان ب (إذا) الفجائية للدلالة على سرعة حضورهم بهذا المكان عقب البعث. وعطفها بالفاء لتحقيق ذلك المعنى الذي أفادته (إذا) لأن الجمع بين المفاجأة والتفريع أشد ما يعبر به عن السرعة مع إيجاز اللفظ. والمعنى: أن الله يأمر بأمر التكوين بخلق أجسادٍ تحلّ فيها الأرواح التي كانت في الدنيا فتحضر في موقف الحشر للحساب بسرعة...

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

وموقع هذه الأرض هو من "علم الغيب " الذي اختص الله به دون خلقه...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

مجتمعون على الساهرة، وهي الأرض المستوية أو الخالية من النبات، يتطلعون إلى الأفق الرحب أمامها، بعد أن كانوا في رقادهم الطويل الميت البالي في بطن الأرض...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

{ فإذا هم بالساهرة } يعني وجه الأرض بعد ما كانوا في بطنها

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

" فإذا هم " أي الخلائق أجمعون " بالساهرة " أي على وجه الأرض ، بعد ما كانوا في بطنها . قال الفراء : سميت بهذا الاسم ؛ لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم . والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض ساهرة ، بمعنى ذات سهر ؛ لأنه يسهر فيها خوفا منها ، فوصفها بصفة ما فيها ، واستدل ابن عباس والمفسرون بقول أمية ابن أبي الصلت :

وفيها لحمُ ساهرةٍ وبحرٌ *** وما فاهوا به لهُمُ مُقِيمُ

وقال آخر يوم ذي قار لفرسه :

أقدم مَحَاجِ إنها الأسَاوِرَهْ *** ولا يَهُولَنَّكَ رِجْل{[15772]} نادِرَهْ

فإنما قصرُكَ تُرْبُ السَّاهِرَهْ *** ثم تعودُ بعدَهَا في الحَافِرَهْ

من بعد ما صرت عظاما ناخره

وفي الصحاح . ويقال : الساهور : ظل الساهرة ، وهي وجه الأرض . ومنه قوله تعالى : " فإذا هم بالساهرة " ، قال أبو كبير الهذلي :

يَرْتَدْنَ ساهرةً كان جَمِيمُهَا *** وعَمِيمُهَا أَسْدَاف ليلٍ مُظْلِمِ{[15773]}

ويقال : الساهور : كالغلاف{[15774]} للقمر يدخل فيه إذا كسف ، وأنشدوا قول أمية بن أبي الصلت{[15775]} :

قمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ

وأنشدوا لآخر في وصف امرأة :

كأنها عرقُ سامٍ عند ضارِبِهِ *** أو شُقَّةٌ{[15776]} خرجَتْ من جوفِ سَاهُورِ

يريد شقة القمر . وقيل : الساهرة : هي الأرض البيضاء . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : أرض من فضة لم يعص الله جل ثناؤه عليها قط خلقها حينئذ . وقيل : أرض جددها الله يوم القيامة . وقيل : الساهرة اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب عليها الخلائق ، وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض . وقال الثوري : الساهرة : أرض الشام . وهب بن منبه : جبل بيت المقدس . عثمان بن أبي العاتكة : إنه اسم مكان من الأرض بعينه ، بالشام ، وهو الصقع الذي بين جبل أريحاء وجبل حسان{[15777]} يمده الله كيف يشاء . قتادة : هي جهنم أي فإذا هؤلاء الكفار في جهنم . وإنما قيل لها ساهرة ؛ لأنهم لا ينامون عليها حينئذ . وقيل : الساهرة : بمعنى الصحراء على سفير جهنم ، أي يوقفون بأرض القيامة ، فيدوم السهر حينئذ . ويقال : الساهرة : الأرض البيضاء المستوية سميت بذلك ؛ لأن السراب يجري فيها من قولهم عين ساهرة : جارية الماء ، وفي ضدها : نائمة ، قال الأشعث بن قيس :

وساهرةٍ يُضحي السرابُ مُجَلِّلا *** لأقطارها قد جئتُهَا مُتَلَثِّمَا

أو لأن سالكها لا ينام خوف الهلكة .


[15772]:هذه الأبيات للهمداني يوم القادسية وقد تقدم ذكرها. محاج: اسم فرس الشاعر. وفي اللسان مادة "نخر" أقدم أخانهم. ولا تهولنك رءوس. وفي السمين: بادره.
[15773]:الجميم بالجيم: النبت الذي قد نبت وارتفع قليلا ولم يتم كل النمام، وللعميم المكتمل التام من النبت، والأسداف: جمع سدف بالتحريك، وهو ظلمة الليل.
[15774]:هذا كما تزعم العرب في الجاهلية.
[15775]:وصدر البيت : * لا نقص فيه غير أن خبيثة *
[15776]:كذا في نسخ الأصل التي بأيدينا. والذي في اللسان مادة "سهر": أو فلقة.
[15777]:ذكره الطبري أيضا.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

{ فإذا هم } أي فتسبب عن هذه النفخة - وهي الثانية - أنهم فاجؤوا بغاية السرعة كونهم{[71379]} أحياء قائمين { بالساهرة * } أي-{[71380]} على ظهر-{[71381]} الأرض البيضاء المستوية الواسعة التي يجددها الله للجزاء فتكون سعتها كأنها قد ابتلعتهم على كثرتهم التي تفوت العد ، وتزيد على الحد ، سميت بذلك لأن الشراب يجري فيها من الساهرة وهي العين الجارية ، أو لأن{[71382]} سالكها يسهر خوفاً كما أن النوم يكون آمنة ، {[71383]}أو لأن{[71384]} هذه الأرض بالخصوص لا نوم فيها مع طول الوقوف وتقلب الصروف الموجبة للحتوف .


[71379]:من ظ و م، وفي الأصل: كأنهم.
[71380]:زيد من ظ و م.
[71381]:زيد من م.
[71382]:من ظ و م، وفي الأصل: أن.
[71383]:من ظ و م، وفي الأصل: وأن.
[71384]:من ظ و م، وفي الأصل: وأن.