البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

الساهرة : وجه الأرض والفلاة ، وصفت بما يقع فيها وهو السهر للخوف . وقال أمية بن أبي الصلت :

وفيها لحم ساهرة وبحر *** وما فاهوا به لهم مقيم

وقال أبو بكر الهذلي :

يرتدن ساهرة كأن جميمها *** وعميمها أسداف ليل مظلم

والساهور كالغلاف للقمر يدخل فيه إذا كسف .

قال ابن عباس : الساهرة أرض من فضة يخلقها الله تعالى .

وقال وهب بن منبه : جبل بالشام يمده الله تعالى يوم القيامة لحشر الناس .

وقال أبو العالية وسفيان : أرض قريبة من بيت المقدس .

وقال ابن عباس : أرض مكة .

وقال قتادة : جهنم ، لأنه لا نوم لمن فيها .

رأى أن الضمائر قبلها إنما هي للكفار ففسرها بجهنم .

وقيل : الأرض السابعة يأتي بها الله يحاسب عليها الخلائق .