فقولُه تعالَى : { فَإِذَا هُم بالساهرة } حينئذٍ بيانٌ لترتب الكرّةِ على الزجرة مكافأةً أيْ فإذ هُم أحياءٌ على وجه الأرضِ بعدَ ما كانُوا أمواتاً في جَوفِها وعلى الأول بيانٌ لحضورِهم الموقفَ عقيبَ الكرةِ التي عبرَ عنها بالزجرةِ . والساهرةُ الأرضُ البيضاءُ المستويةُ ، سُميتْ بذلكَ لأنَّ السرابَ يَجْري فيهَا من قولِهم : عينٌ ساهرةٌ جاريةُ الماءِ وفي ضِدِّهَا نائمةٌ وقيلَ : لأنَّ سالِكَها لا ينامُ خوفَ الهلكةِ ، وقيل : اسمٌ لجهنمَ ، وقالَ الراغبُ : هي وجهُ الأرضِ ، وقيلَ : هيَ أرضُ القيامةِ . ورَوَى الضحَّاكُ عنِ ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهُمَا : أنَّ الساهرةَ أرضٌ من فضةٍ لم يُعصَ الله تعالَى عليهَا قطْ خلقَها حينئذٍ ، وقيلَ : هيَ أرضٌ يجددها الله عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ ، وقيلَ : هيَ اسمُ الأرضِ السابعةِ يأتِي بها الله تعالَى فيحاسبُ الخلائقَ عليها وذلك حين تبدلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ ، وقال الثوريُّ : الساهرةُ أرضُ الشامِ ، وقال وهبُ بنُ منبهٍ{[818]} : جبلُ بيتِ المقدسِ ، وقيل : الساهرةُ بمَعْنى الصحراء على شفيرِ جهنمَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.