وقوله : » فإذَا هُمْ «المفاجأة والسبب هنا واضحان .
والزجرة : قال ابن عباس رضي الله عنهما : في النَّفخةِ الواحدة «فإذا هُمْ » أي : الخلائق أجمعون ، «بالساهرة » أي : على وجه الأرض من الفلاة ، وصفت بما يقع فيها ، وهو السهر لأجل الخوف{[59259]} .
وقيل : لأن السراب يجري فيها من قولهم : «عين ساهرة » أي : جارية الماء ، وفي ضدها نائمة .
[ قال الزمخشري{[59260]} : «والساهرةُ : الأرض البيضاء المستوية ، سميت بذلك ؛ لأن السراب يجري فيها ]{[59261]} من قولهم : عين ساهرة : أي : جارية الماء ، وفي ضدِّها نائمة ؛ قال الأشعثُ بن قيسٍ : [ الطويل ]
5093- وسَاهِرةٍ يُضْحِي السَّرابُ مُجَلِّلاً *** لأقْطَارِهَا قدْ جُبْتُهَا مُتلثِّماً{[59262]}
أي : ساكنها لا ينام خوف الهلكة انتهى ؛ وقال أميَّةُ : [ الوافر ]
5094- وفِيهَا لَحْمُ سَاهِرةٍ وبَحْرٍ*** ومَا فَاهُوا به لهُمُ مُقِيمُ{[59263]}
يريد : لحم حيوان أرض ساهرة ؛ وقال أبو كبير الهذليُّ : [ الكامل ]
5095- يَرْتدْنَ سَاهِرةً كَأنَّ جَمِيمهَا *** وعَمِيمَهَا أسْدافُ ليْلٍ مُظْلِمِ{[59264]}
وقيل : أرض القيامة ، وحقيقتها التي يكثر الوطء بها ، كأنَّها سهرت من ذلك .
والساهور : غلافُ القمر الذي يدخل فيه عند كسوفه ؛ قال : [ البسيط ]
5096-*** . . . أوْ شُقَّةٌ خَرجتْ مِنْ بَطْنِ سَاهُورِ{[59265]}
أي : هذه المرأة بمنزلة قطعة القمرِ . وقال أمية بن أبي الصلت : [ الكامل ]
5097- *** قَمَرٌ وسَاهُورٌ يُسلُّ ويُغْمَدُ{[59266]} ***
وروى الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : «السَّاهرة : أرض من فضَّةٍ لم يُعْصَ اللهُ عليها مُنْذُ خَلقهَا »{[59267]} .
وقيل : أرض يجددها الله يوم القيامة .
وقيل : السَّاهرة : اسم الأرض السابعة يأتي الله بها ، فيحاسب عليها الخلائقَ ، وذلك حين تبدَّلُ الأرض غير الأرض .
وقال الثَّوري : السَّاهرة : أرضُ » الشَّام « .
وقال وهبُ بن منبه : جبلُ بيتِ المقدسِ .
وقال عثمانُ بنُ أبي العاتكةِ : إنَّه اسم مكان من الأرض بعينه ، ب «الشام » ، وهو الصقع الذي بين جبل «أريحَا » وجبل «حسَّان » يمُدُّه الله كيف يشاء .
وقال قتادةُ : هي جهنَّم{[59268]} ، أي : فإذا هؤلاءِ الكُفَّار في جهنَّم ، وإنَّما قيل لها : ساهرة ؛ لأنَّهُم لا ينامون عليها حينئذ .
وقيل : السَّاهرة بمعنى : الصحراء على شفيرِ جهنَّم ، أي : يوقفون بأرض القيامة ، فيدوم السهر حينئذ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.