الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

" والله خلقكم وما تعملون " " ما " في موضع نصب أي وخلق ما تعملونه من الأصنام ، يعني الخشب والحجارة وغيرهما ، كقوله : " بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن " [ الأنبياء : 56 ] وقيل : إن " ما " استفهام ومعناه التحقير لعملهم . وقيل : هي نفي ، والمعنى وما تعملون ذلك لكن الله خالقه . والأحسن أن تكون " ما " مع الفعل مصدرا ، والتقدير والله خلقكم وعملكم وهذا مذهب أهل السنة : أن الأفعال خلق لله عز وجل واكتساب للعباد . وفي هذا إبطال مذاهب القدرية والجبرية . وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله خالق كل صانع وصنعته ) ذكره الثعلبي . وخرجه البيهقي من حديث حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل صنع كل صانع وصنعته فهو الخالق وهو الصانع سبحانه ) وقد بيناهما في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ} (96)

{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } ما : بمعنى الذي ، وهي في موضع نصب بالعطف على الكاف والميم في { خَلَقَكُمْ } أي والله خلقكم والذي تعملونه من الأصنام وهو الخشب والنحاس وغير ذلك . وقيل : ما مصدرية ، أي خلقكم وعملكم{[3970]} .


[3970]:البيلن لابن الأنباري ج 2 ص 306