تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا} (11)

وخرج على قومه منه فأوحى إليهم ، أي : بالإشارة والرمز { أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ْ } لأن البشارة ب " يحيى " في حق الجميع ، مصلحة دينية .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا} (11)

وكان ذلك :

( فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ) . .

ذلك ليعيشوا في مثل الجو الذي يعيش فيه ، وليشكروا الله معه على ما أنعم عليه وعليهم من بعده .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا} (11)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَخَرَجَ عَلَىَ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىَ إِلَيْهِمْ أَن سَبّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } .

يقول تعالى ذكره : فخرج زكريا على قومه من مُصَلاه حين حُبس لسانه عن كلام الناس ، آية من الله له على حقيقة وعده إياه ما وعد . فكان ابن جريج يقول في معنى خروجه من محرابه ، ما :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج فَخَرَجَ على قَوْمِهِ مِنَ المِحْرابِ قال : أشرف على قومه من المحراب .

قال أبو جعفر : وقد بيّنا معنى المحراب فيما مضى قبل ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فَخَرَجَ عَلى قومِهِ مِنَ المِحْرابِ قال : المحراب : مُصَلاه ، وقرأ : فَنادَتْهُ المَلائِكَةُ وَهُوَ قائمٌ يُصَلّي فِي المِحْرَابِ .

وقوله : فَأوْحَى إلَيْهِمْ يقول : أشار إليهم ، وقد تكون تلك الإشارة باليد وبالكتاب وبغير ذلك ، مما يفهم به عنه ما يريد . وللعرب في ذلك لغتان : وَحَى ، وأوحى فمن قال : وَحَى ، قال في يفعل : يَحِي ومن قال : أوحى ، قال : يُوحِي ، وكذلك أَومَى ووَمَى ، فمن قال : وَمَى ، قال في يفعل يَمِي ومن قال أَومَى ، قال يُومِي .

واختلف أهل التأويل في المعنى الذي به أوحى إلى قومه ، فقال بعضهم : أوحى إليهم إشارة باليد . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فَأَوْحَى : فأشار زكريا .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عمن لا يتهم ، عن وهب بن منبه فَأَوْحَى إلَيْهِمْ قال : الوحي : الإشارة .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة فأَوْحَى إلَيْهِمْ قال : أومى إليهم .

وقال آخرون : معنى أوحى : كتب . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمود بن خداش ، قال : حدثنا عباد بن العوّام ، عن سفيان بن حسين ، عن الحكم ، عن مجاهد ، في قول الله تعالى : فأَوْحَى إلَيْهِمْ أنْ سَبّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّا قال : كتب لهم في الأرض .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن الثوريّ ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم فأَوْحَى إلَيْهِمْ قال : كتب لهم .

حدثنا موسى ، قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ المِحْرابِ فكتب لهم في كتاب أنْ سَبّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّا ، وذلك قوله : فأَوْحَى إلَيْهِمْ .

وقال آخرون : معنى ذلك : أمرهم . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فأَوْحَى إلَيْهِمْ أنْ سَبّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّا قال : ما أدري كتابا كتبه لهم ، أو إشارة أشارها ، والله أعلم ، قال : أمرهم أن سَبّحوا بكرة وعشيا ، وهو لا يكلمهم .

وقوله : أنْ سَبّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّا قد بيّنت فيما مضى الوجوه التي ينصرف فيها التسبيح ، وقد يجوز في هذا الموضع أن يكون عَنَى به التسبيح الذي هو ذكر الله ، فيكون أمرهم بالفراغ لذكر الله في طرفي النهار بالتسبيح ، ويجوز أن يكون عنى به الصلاة ، فيكون أمرهم بالصلاة في هذين الوقتين . وكان قتادة يقول في ذلك ما :

حدثنا به الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : فأَوْحَي إلَيْهِمْ أنْ سَبّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّا قال : أَوْمَى إليهم أن صلوا بكرة وعشيا .