الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا} (11)

قوله : { أَن سَبِّحُواْ } : يجوز في " أَنْ " أَنْ تكونَ مفسِّرةً لأَوْحى ، وأَنْ تكونَ مصدريةًَ مفعولةً بالإِيحاء . و { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } ظرفا زمانٍ للتسبيح . وانصرفَتْ " بُكْرَة " لأنه لم يُقْصَد بها العَلَمِيَّةُ ، فلو قُصِد بها العَلَميةُ امتنعت عن الصرف . وسواءً قُصد بها وقتٌ بعينه نحو : لأسيرنَّ الليلةَ إلى بكرةَ ، أم لم يُقصد نحو : بكرةُ وقتٌ نشاط [ لأنَّ عَلَمِيَّتها جنسيَّة كأُسامة ] ، ومثلُها في ذلك كله " غدوة " .

وقرأ طلحة " سَبَّحوه " بهاءِ الكناية . وعنه أيضاً : " سَبِّحُنَّ " بإسناد الفعل إلى ضمير الجماعة مؤكَّداً بالثقيلة وهو كقولِه : { لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ }

[ هود : 8 ] وقد تقدَّم تصريفه .