تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا} (11)

الآية 11 : وقوله تعالى : { فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا/323- ب/ بكرة وعشيا } قوله : { فأوحى إليهم } قيل : أومأ إليهم ، وقيل : كتب لهم على الأرض . وجائز أن يكون { فأوحى إليهم } بالشفتين على ما ذكر في آية أخرى { ثلاثة أيام إلا رمزا } ( آل عمران : 41 ) والرمز هو تحريك الشفة والإيماء بها .

قال أبو عوسجة : { وكانت امرأتي عاقرا } عاقر وعقيم المرأة التي لا تلد ، وقوله : { وقد بلغت من الكبر عتيا } ( مريم : 8 ) قال : هو أشد الكبر سنا{[11918]} ( وقوله { فخرج على قومه من المحراب } ){[11919]} قال : إن شئت قصرا أو دارا .

وقال القتبي : { عتيا } أي يُبْسَا ، ويقال : عُتِيًّا وعِيتًّا بمعنى واحد ، ويقال : مَلِكٌ عات إذا كان قاسي القلب غير لين ، وقوله{[11920]} { سويا } أي سليما ، قوله : { فأوحى إليهم } قد ذكرنا أنه أومأ إليهم ، وقال بعضهم : كتب لهم على الأرض .

وقوله تعالى : { أن سبحوا بكرة وعشيا } يحتمل قوله : { أن سبحوا } أي صلوا لله { بكرة وعشيا } فإن التسبيح هو الصلاة ففيه أن الصلاة كانت في الأمم الماضية في ختم الليل . ويحتمل التسبيح نفسه والثناء على الله والدعاء بالغدوات والعشيات .


[11918]:في الأصل: شيئا، في م: شيبا، أي كثر الشيب.
[11919]:في الأصل و م: و.
[11920]:في الأصل و م: و.