إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا} (11)

{ فَخَرَجَ على قَوْمِهِ مِنَ المحراب } أي من المصلّى أو من الغرفة وكانوا من وراء المحرابِ ينتظرونه أن يفتح لهم البابَ فيدخلوه ويصلّوا إذْ خرج عليهم متغيِّراً لونُه فأنكروه وقالوا : ما لك ؟ { فأوحى إِلَيْهِمْ } أي أومأ إليهم لقوله تعالى : { إِلاَّ رَمْزًا } وقيل : كتب على الأرض وأنْ في قوله تعالى : { أَن سَبّحُواْ } إما مفسرةٌ لأوحى أو مصدريةٌ والمعنى أن صلّوا أو بأن صلوا { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } هما ظرفا زمانٍ للتسبيح .

عن أبي العالية : أن المرادَ بهما صلاةُ الفجر وصلاةُ العصر ، أو نزِّهوا ربكم طرفي النهار ولعله كان مأموراً بأن يسبِّح شكراً ويأمرَ قومه بذلك .