تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (44)

{ قُلْ } لهم : { لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } لأن الأمر كله للّه . وكل شفيع فهو يخافه ، ولا يقدر أن يشفع عنده أحد إلا بإذنه ، فإذا أراد رحمة عبده ، أذن للشفيع الكريم عنده أن يشفع ، رحمة بالاثنين . ثم قرر أن الشفاعة كلها له بقوله { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي : جميع ما فيهما من الذوات والأفعال والصفات . فالواجب أن تطلب الشفاعة ممن يملكها ، وتخلص له العبادة . { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } فيجازي المخلص له بالثواب الجزيل ، ومن أشرك به بالعذاب الوبيل .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (44)

36

يعقبه تقرير جازم بأن لله الشفاعة جميعاً . فهو الذي يأذن بها لمن يشاء على يد من شاء . فهل مما يؤهلهم للشفاعة أن يتخذوا من دون الله شركاء ? !

( له ملك السماوات والأرض ) . . فليس هنالك خارج على إرادته في هذا الملك . . ( ثم إليه ترجعون ) . . فلا مهرب ولا مفر من الرجوع إليه وحده في نهاية المطاف . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (44)

يقول تعالى ذكره : أم اتخذ هؤلاء المشركون بالله من دونه آلهتهم التي يعبدونها شفعاء تشفع لهم عند الله في حاجاتهم . وقوله : قُلْ أوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئا وَلا يَعْقِلُونَ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهم : أتتخذون هذه الاَلهة شفعاء كما تزعمون ولو كانوا لا يملكون لكم نفعا ولا ضرا ، ولا يعقلون شيئا ، قل لهم : إن تكونوا تعبدونها لذلك ، وتشفع لكم عند الله ، فأخلصوا عبادتكم لله ، وأفردوه بالألوهة ، فإن الشفاعة جميعا له ، لا يشفع عنده إلا من أذن له ، ورضي له قولاً ، وأنتم متى أخلصتم له العبادة ، فدعوتموه ، وشفعكم لهُ ملكُ السمواتِ والأرض ، يقول : له سلطان السموات والأرض ومُلكها ، وما تعبدون أيها المشركون من دونه له يقول : فاعبدوا الملك لا المملوك الذي لا يملك شيئا . ثُمّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ يقول : ثم إلى الله مصيركم ، وهو معاقبكم على إشراككم به ، إن متم على شرككم .

ومعنى الكلام : لله الشفاعة جميعا ، له مُلك السموات والأرض ، فاعبدوا المالك الذي له مُلك السموات والأرض ، الذي يقدر على نفعكم في الدنيا ، وعلى ضرّكم فيها ، وعند مرجعكم إليه بعد مماتكم ، فإنكم إليه ترجعون . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة أمِ اتّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ شُفَعاء الاَلهة قُلْ أوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئا الشفاعة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : قُلْ لِلّهِ الشّفاعَةُ جَمِيعا قال : لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه .