تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا} (19)

فلما رأى جبريل منها الروع والخيفة ، قال : { إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ ْ } أي : إنما وظيفتي وشغلي ، تنفيذ رسالة ربي فيك { لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ْ } وهذه بشارة عظيمة بالولد وزكائه ، فإن الزكاء يستلزم تطهيره من الخصال الذميمة ، واتصافه بالخصال الحميدة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا} (19)

يقول تعالى ذكره : فقال لها روحنا : إنما أنا رسول ربك يا مريم أرسلني إليك لأهَبَ لكِ غُلاما زكيا .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والعراق غير أبي عمرو : لاِءَهَبَ لَكِ بمعنى : إنما أنا رسول ربك : يقول : أرسلني إليك لأهب لك غُلاَما زَكِيّا على الحكاية . وقرأ ذلك أبو عمرو بن العلاء : «لِيَهَبَ لَكِ غُلاما زَكِيّا » بمعنى : إنما أنا رسول ربك أرسلني إليك ليهب الله لك غلاما زكيا .

قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك ، ما عليه قرّاء الأمصار ، وهو لاِءَهَبَ لَكِ بالألف دون الياء ، لأن ذلك كذلك في مصاحف المسلمين ، وعليه قراءة قديمهم وحديثهم ، غير أبي عمرو ، وغير جائز خلافهم فيما أجمعوا عليه ، ولا سائغ لأحد خلاف مصاحفهم ، والغلام الزكيّ : هو الطاهر من الذنوب وكذلك تقول العرب : غلام زاكٍ وزكيّ ، وعال وعليّ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا} (19)

فقال لها جبريل عليه السلام { إنما أنا رسول ربك لأهب لك } ، جعل الهبة من قبله لما كان الإعلام بها من قبله . وقرأ الجمهور «لأهب » كما تقدم ، وقرأ عمرو ونافع «ليهب » بالياء أي ليهب الله لك ، واختلف عن نافع . وفي مصحف ابن مسعود «ليهب الله لك » .