في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب  
{قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا} (19)

16

وهنا يتمثل الخيال تلك العذراء الطيبة البريئة ذات التربية الصالحة ، التي نشأت في وسط صالح ، وكفلها زكريا ، بعد أن نذرت لله جنينا . . وهذه هي الهزة الأولى .

( قال : إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ) . . وليتمثل الخيال مقدار الفزع والخجل .

وهذا الرجل السوي - الذي لم تثق بعد بأنه رسول ربها - فقد تكون حيلة فاتك يستغل طيبتها - يصارحها بما يخدش سمع الفتاة الخجول ، وهو أنه يريد أن يهب لها غلاما ، وهما في خلوة - وهذه هي الهزة الثانية .