إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا} (19)

{ قَالَ إِنَّمَا أَنَاْ رَسُولُ رَبّكِ } يريد عليه الصلاة والسلام أني لست ممن يُتوقّع منه ما توهّمتِ من الشر ، وإنما أنا رسولُ ربك الذي استعذتِ به { لأَهَبَ لَكِ غلاما } أي لأكون سبباً في هبته بالنفخ في الدِّرْع ، ويجوز أن يكون ذلك حكاية لقوله تعالى ويؤيده القراءة بالياء ، والتعرضُ لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميرها لتشريفها وتسليتِها والإشعارِ بعلة الحكم ، فإن هبةَ الغلامِ لها من أحكام تربيتها ، وفي بعض المصاحفِ أمرَني أن أهبَ لك غلاماً { زَكِيّاً } طاهراً من الذنوب أو نامياً على الخير أي مترقياً من سن إلى سن على الخير والصلاح .