الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا} (19)

قوله : { لأَهَبَ } : قرأ نافع وأبو عمرو " لِيَهَبَ " بالياء والباقون " لأَِهَبَ " بالهمزة . فالأُوْلَى : الظاهرُ فيها أنَّ الضميرَ للربِّ ، أي : ليَهَبَ الرَّبُّ . وقيل : الأصلُ : لأَهَبَ بالهمز ، وإنما قُلِبَتِ الهمزةُ ياءً تخفيفاً ؛ لأنها مفتوحةٌ بعد كسرةٍ فتتَّفِقُ القراءتان وفيه بُعْدٌ . وأمَّا الثانيةُ فالضميرُ للمتكلم ، والمرادُ به المَلَكُ وأسنده لنفسِه لأنه سببٌ فيه . ويجوز أَنْ يكونَ الضمير لله تعالى ويكون على الحكاية بقولٍ محذوف . ويُقَوِّي الذي قبله أنَّ في بعض المصاحف : أَمَرَني أَنْ أَهَبَ لك .