البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا} (19)

{ قال } أي جبريل عليه السلام { إنما أنا رسول ربك } الناظر في مصلحتك والمالك لأمرك ، وهو الذي استعذت به وقوله لها ذلك تطمين لها وإني لست ممن تظن به ريبة أرسلني إليك ليهب .

وقرأ شيبة وأبو الحسن وأبو بحرية والزهري وابن مناذر ويعقوب واليزيدي ومن السبعة نافع وأبو عمر : وليهب أي ليهب ربك .

وقرأ الجمهور وباقي السبعة { لأهب } بهمزة المتكلم وأسند الهبة إليه لما كان الإعلام بها من قبله .

وقال الزمخشري : { لأهب لك } لأكون سبباً في هبة الغلام بالنفخ في الروع .

وفي بعض المصاحف أمرني أن أهب لك ، ويحتمل أن يكون محكياً بقول محذوف أي قال { لأهب } والغلام اسم الصبي أول ما يولد إلى أن يخرج إلى سن الكهولة .

وفسرت الزكاة هنا بالصلاح وبالنبوة وتعجبت مريم وعلمت بما ألقي في روعها أنه من عند الله .