تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ} (4)

بأن { عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } أي : التبيين عما في ضميره ، وهذا شامل للتعليم النطقي والتعليم الخطي ، فالبيان الذي ميز الله به الآدمي على غيره من أجل نعمه ، وأكبرها عليه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ} (4)

وقوله : عَلّمَهُ البَيانَ يقول تعالى ذكره : علّم الإنسان البيان .

ثم اختلف أهل التأويل في المعنيّ بالبيان في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عنى به بيان الحلال والحرام . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قولهعَلّمَهُ البَيانَ : علمه الله بيان الدنيا والاَخرة بين حلاله وحرامه ، ليحتجّ بذلك على خلقه .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد ، عن قتادة عَلّمَهُ البَيانَ الدنيا والاَخرة ليحتجّ بذلك عليه .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، قال : حدثنا أبو العوّام ، عن قتادة ، في قوله : عَلّمَهُ البَيانَ قال : تَبَيّنَ له الخيرُ والشرّ ، وما يأتي ، وما يدع .

وقال آخرون : عنى به الكلام : أي أن الله عزّ وجلّ علم الإنسان البيان . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : عَلّمَهُ البَيانَ قال : البيان : الكلام .

والصواب من القول في ذلك أن يقال : معنى ذلك : أن الله علّم الإنسان ما به الحاجة إليه من أمر دينه ودُنياه من الحلال والحرام ، والمعايش والمنطق ، وغير ذلك مما به الحاجة إليه ، لأن الله جلّ ثناؤه لم يخصص بخبره ذلك ، أنه علّمه من البيان بعضا دون بعض ، بل عمّ فقال : علّمه البيان ، فهو كما عمّ جلّ ثناؤه .