الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ} (4)

" علمه البيان " أسماء كل شيء . وقيل : علمه اللغات كلها . وعن ابن عباس أيضا وابن كيسان : الإنسان ها هنا يراد به محمد صلى الله عليه وسلم ، والبيان بيان الحلال من الحرام ، والهدى من الضلال . وقيل : ما كان وما يكون ؛ لأنه بين عن الأولين والآخرين ويوم الدين . وقال الضحاك : " البيان " الخير والشر . وقال الربيع بن أنس : هو ما ينفعه وما يضره ، وقاله قتادة . وقيل : " الإنسان " يراد به جميع الناس فهو اسم للجنس و " البيان " على هذا الكلام والفهم ، وهو مما فضل به الإنسان على سائر الحيوان . وقال السدي : علم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به . وقال يمان : الكتابة والخط بالقلم . نظيره : " علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم{[14502]} " [ العلق : 4 ] .


[14502]:راجع جـ 20 ص 120.