الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ} (4)

{ عَلَّمَهُ البَيَانَ } أسماء كل شيء ، وقيل : علّمه اللغات كلّها ، وكان آدم عليه السلام يتكلم بسبعمائة ألف لغة أفضلها العربية ، وقال آخرون : أراد جميع الناس ؛ لأن الانسان اسم الجنس ثم اختلفوا في معنى البيان ، فروي عن قتادة أنّه قال : علّمه بيان الحلال والحرام ، وبيّن له الخير والشر ، وما يأتي وما يذر ؛ ليحتج بذلك عليه .

وقال أبو العالية ومرّة الهمذاني وابن زيد : يعني الكلام . الحسن ، والمنطق والتمييز . وقال محمد ابن كعب : ما يقول وما يقال له . وقال السدي : علّم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به . وقال الايمان : الكتابة والخط بالقلم .

نظيره { عَلَّمَ بِالْقَلَمِ } [ العلق : 4 ] ابن كيسان : { خلق الانسان } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { علمه البيان } يعني بيان ما كان وما يكون ؛ لأنه كان يبيّن عن الأولين والآخرين وعن يوم الدين .