تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسٖ وَٰحِدَةٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (28)

{ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } وهذا شيء يحير العقول ، إن خلق جميع الخلق - على كثرتهم وبعثهم بعد موتهم ، بعد تفرقهم في لمحة واحدة - كخلقه نفسا واحدة ، فلا وجه لاستبعاد البعث والنشور ، والجزاء على الأعمال ، إلا الجهل بعظمة اللّه وقوة قدرته .

ثم ذكر عموم سمعه لجميع المسموعات ، وبصره لجميع المبصرات فقال : { إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسٖ وَٰحِدَةٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (28)

{ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } أي كخلق وكبعث نفس واحدة لأن قدرة الله سبحانه على بعث الخلق كقدرته على بعث نفس واحدة

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسٖ وَٰحِدَةٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (28)

قوله : { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } لا يعز على الله أن يفعل ما يشاء ولا يتعذر عليه صنع ما يريد ؛ فهو خالق الخلق وباعثهم يوم القيامة ، وذلك عليه هين ويسير ؛ و { مَّا } ابتداء الخلق جميعا إلا كخلق نفس واحدة ، وما بعثهم من الممات يوم تقوم الساعة إلا كبعث نفس واحدة .

قوله : { إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } الله يسمع ما يقوله العباد وما يفتريه المشركون من الكفر والضلالات ، وهو كذلك بصير بما يعملونه .

وهو مجازيهم على ذلك كله ما يستحقونه من الجزاء{[3663]} .


[3663]:تفسير الطبري ج 14 ص 22، وتفسير ابن كثير ج 3 ص 451.