فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسٖ وَٰحِدَةٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (28)

{ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } ما خلقكم معاشر الخلق جميعا ولا بعثكم إلا كخلق نفس واحدة أو كبعث نفس واحدة ، وصدق الله العظيم : )وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر( {[3463]} )وإنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون( {[3464]} فالبدء والإعادة للكافة هين على ربنا الذي لا يعجزه شيء ولا يشغله شيء عن شيء- ولا توقف لذلك على آلة ومباشرة تقتضي التعاقب ليختلف عنده تعالى الواحد والكثير كما يختلف ذلك عند العباد-{[3465]}{ إن الله سميع بصير } بالغ سمع ربي كل شيء )سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار( {[3466]} ، ونافذ بصره إلى كل مبصر .


[3463]:سورة القمر. الآية 50.
[3464]:سورة النحل. الآية 40.
[3465]:ما بين العارضتين أورده الألوسي.
[3466]:سورة الرعد. الآية 10.