تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي  
{فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (72)

{ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ ْ } عن ما دعوتكم إليه ، فلا موجب لتوليكم ، لأنه تبين أنكم لا تولون عن باطل إلى حق ، وإنما تولون عن حق قامت الأدلة على صحته ، إلى باطل قامت الأدلة على فساده .

ومع هذا { فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ْ } على دعوتي ، وعلى إجابتكم ، فتقولوا : هذا جاءنا ليأخذ أموالنا ، فتمتنعون لأجل ذلك .

{ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ْ } أي : لا أريد الثواب والجزاء إلا منه ، { و ْ } أيضا فإني ما أمرتكم بأمر وأخالفكم إلى ضده ، بل { أمرت أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ْ } فأنا أول داخل ، وأول فاعل لما أمرتكم به .