فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (72)

ثم بين لهم أن كل ما أتى به إليهم من الأعذار والأنذار وتبليغ الشريعة عن الله ليس هو لطمع دنيوي ولا لغرض خسيس فقال { فإن توليتم } أي إن أعرضتم عن العمل بنصحي لكم وتذكيري إياكم ، والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها .

{ فما سألتكم } في مقابلة ذلك عليه { من أجر } تؤدونه إلي حتى تتهموني فيما جئت به والفاء جزائية { إن أجري } أي ما ثوابي في النصح والتذكير { إلا على الله } سبحانه فهو يثيبني آمنتم أو توليتم { وأمرت أن أكون من المسلمين } المنقادين لحكم الله الذين يجعلون أعمالهم خالصة لله سبحانه لا يأخذون عليها أجرا ولا يطمعون في عاجل أو من المستسلمين لكل ما يصعب من البلاء .