فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (72)

ثم بيّن لهم أن كل ما أتى به إليهم من الإعذار والإنذار ، وتبليغ الشريعة عن الله ، ليس هو لطمع دنيويّ ، ولا لغرض خسيس ، فقال : { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ } . أي : إن أعرضتم عن العمل بنصحي لكم ، وتذكيري إياكم ، فما سألتكم في مقابلة ذلك من أجر تؤدّونه إليّ حتى تتهموني فيما جئت به ، والفاء في { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ } لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، والفاء في { فَمَا سَأَلْتُكُمْ } جزائية { إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الله } أي : ما ثوابي في النصح والتذكير إلا عليه سبحانه ، فهو يثيبني آمنتم أو توليتم .

قرأ أهل المدينة ، وأبو عمر ، وابن عامر ، وحفص ، بتحريك الياء من أجري ، وقرأ الباقون بالسكون { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المسلمين } المنقادين لحكم الله الذين يجعلون أعمالهم خالصة لله سبحانه ، لا يأخذون عليها أجراً ولا يطمعون في عاجل .

/خ74